(نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه) نزلت حين قال أحبار اليهود: يا محمد بلغنا أنك تقول، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً أفعنيتنا أم قومك؟ فقال: كُلًّا، فقالوا: إنك تتلوا إنا قد أوتينا التوراة، وفيها تبيان كل شيء، فقال عليه السلام: هي في علم الله قليل، وقد آتاكم ما إن عملتم به انتفعتم، وهذا يقتضي أن الآية مدنية، والمشهور أنها مكية، قال بعض السلف: أمر اليهود وفد قريش أن يسألوه وهو بمكة، (إِذ اللهَ عَزِيزٌ): لا يعجزه شيء، (حَكِيمٌ): في جميع شئونه، (مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ) أي: إلا كخلق نفس واحدة وبعثها، فإنه يكفى في الكل تعلق الإرادة، (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ): يسمع ويبصر كل مسموع ومبصر لا يشغله شأن عن شأن، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ): فيطول النهار ويقصر الليل، (وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ): منهما، (يَجْرِي): في فلكه، (إِلَى أَجَلٍ مسَمًّى): إلى وقت معين الشمس إلى آخر السنة، والقمر إلى آخر الشهر، أو الأجل المسمى يوم القيامة فحيئذ ينقطع جريهما، (وَأَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ذَلِكَ) أي: اختصاصه تعالى بسعة العلم، وشمول القدرة، وعجائب الصنع، (بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ) لسبب أنه الثابت إلاهيته، (وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ