للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ): مطأطئوها، (عِنْدَ رَبِّهِمْ)، حياءً وندمًا، (رَبَّنَا)، أي: قائلين: ربنا، (أَبْصَرْنَا) ما كذبناه، (وَسَمِعْنَا) منك تصديق رسلك، قيل معنى أبصرنا وسمعنا: أيقنا حقيقة الأمر، (فَارْجِعْنَا)، إلى الدنيا، (نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ) جواب لو محذوف أي: لو ترى لرأيت العجب العجاب، ولو وإذ كلاهما للمضي فإن المترقب من الله بمنزلة الموجود، (وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا): ما تهتدي به من الإيمان والأعمال الصالحة، (وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) سبق وعيدي وهو (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) الذين هم في علم الله أشقياء، (أَجْمَعِينَ فَذُوقُوا) أي: يقال لهم ذلك على سبيل التقريع، (بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ) أي: جازيناكم جزاء نسيانكم فهو على المقابلة أو النسيان بمعنى: الترك، (وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وهذه الآية جواب عن قولهم: (فارجعنا نعمل صالحًا) يعني: لو أردنا لهديناكم في الدنيا لكن ما أردنا، فذوقوا العذاب المقدر بسبب كسبكم العقائد الفاسدة والأعمال القبيحة، وهذا إما مفعول ذوقوا، أو صفة يومكم، وايم الله إنَّهَا لكسرت أنياب المعتزلة لكن من لم يجعل الله له نورًا فما له من نور، (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا): وعظوا، (بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا): سقطوا على وجوههم ساجدين خوفًا (وَسَبَّحُوا): سبحوه عما لا يليق بجلاله، (بِحَمْدِ رَبِّهِمْ): حامدين له شكرًا، (وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)، عن طاعته فيتبعون رسله، (تَتَجَافَى): ترتفع وتتنحى،

<<  <  ج: ص:  >  >>