بطنها قيل: هو كناية عن سهولة الأمر، أي: أخذناهم أخذًا يسيرًا علينا، (وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ): بالله أو بمحمد أو بيوم القيامة عند البعث، أو عند العذاب، (وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ): من أين لهم تناول الإيمان؟ (مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ)، فإن التوبة والإيمان لا يكونان إلا في الدنيا، وهم في الآخرة، وهو تمثيل لطلبهم ما لا يكون فإن التناوش تناول سهل لشيء قريب، فإذا كان الشيء بعيدًا يستحيل الوصول إليه، وعن ابن عباس - رضى الله عنهما - طلبوا الرجعة إلى الدنيا، (وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفونَ بِالْغَيْبِ): يرمون بالظن بما لم يظهر لهم، (مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ): وهو بعدهم عن علم ما يقولون كأنهم رموا إلى شيء بعيد في ظلمة ثم يزعمون أنَّهم ضربوه يعني: وقد كفروا وظنوا ظنونًا واعتقدوها، (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ): الإيمان أو من شهواتهم الدنيوية، (كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ): بأشباههم، (مِنْ قَبْلُ): من كفرة الأمم السالفة، (إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ): مشكل فيه مبالغة كما لا يخفى، والله أعلم.