دق واستقوس (حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ): كالعذق وهو العود المعوج الذي عليه الثمر (الْقَدِيمِ): العتيق اليابس (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا) يصح لها، وَيَتَسَهَّلُ عليها (أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ): فتجتمع معه في وقت واحد وتداخله في سلطانه، فتطمس نوره (وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ) أي: ولا يطلع القمر بالنهار، وله ضوء يطمس نور الشمس فسلطانها بالنهار وسلطانه بالليل لا يدخل أحدهما في سلطان الآخر قبل القيامة، فعلى هذا المراد من الليل والنهار آيتاهما وهما النيران، أو المراد لا يدخل النهار على الليل قبل انقضائه ولا يدخل الليل على النهار. أيضًا يتعاقبان بحساب معلوم إلى يوم القيامة، أو المراد أنها لا تجتمع معه في فلك واحد، ولا يتصل ليل بليلٍ لا يكون بينهما نهار (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) أي: وكلهم، والضمير لهما ولسائر النجوم، فإن ذكرهما مشعر بها أو لهما وهما لاختلاف مطالعهما كأنهما شموس وأقمار، ولإطلاق السباحة التي هي للعقلاء جُمعا بالواو والنون (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) المراد سفينة نوح، فإنها مشحونة مملوءة من الأمتعة والحيوانات، والمراد ذرياتهم التي في أصلاب آبائهم، أي: حملنا فيها آباءهم الأقدمين، وفي أصلابهم ذرياتهم، وتخصيص الذرية؛ لأنه أبلغ في الامتنان، وأدخل في التعجب مع الإيجاز، وقيل: حملنا صبيانهم أو