ظرف للسعي المقدر عند من لم يجوز تقدم الظرف أيضًا على المصدر (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) ورؤيا الأنبياء وحي، ولما تكرر رؤياه ثلاث ليال قال: أرى بلفظ المضارع (فانظُرْ مَاذَا تَرَى): من المصلحة هو من الرأي، لا يطلب إلا مفعولاً واحدًا هو ماذا، اختبر صبره من صغره على طاعة الله فشاوره (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) أي: ما تؤمر به، يعني: ليس هذا من مقام المشاورة، فإن الواجب إمضاء أمر ربك (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ): على حكم الله (فَلَمَّا أَسْلَمَا): انقاد لأمر الله، وعن بعض المفسرين: تشهد أو ذكرا اسم الله؛ إبراهيم على الذبح وإسماعيل شهادة الموت (وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ): أكبَّهُ على وجهه؛ ليذبحه من قفاه، لئلا يرى وجهه عند الذبح فيكون أهون عليه (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ) أن مفسرة (قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا): بجزم عزمك وجواب لا محذوف أي: لما أسلما وكذا وكذا كان ما كان من وفور الشكر والسرور لهما والثناء الحسن (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ): ليس من تتمة النداء، بل تم الكلام ثم قال: هكذا نصرف عمن أطاعنا المكاره، ونجعل لهم من أمرهم فرجًا (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ): الاختبار البين الذي يتميز فيه المخلص من غيره (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ) لذبح اسم بها يذبح (عَظِيمٍ) يعني: عظيم القدر، أو عظيم الجثة، والأصح أنه كبش أملح أقرن، وعن كثير من السلف