لوازم خلقهما باطلاً، والإنكار الثاني غير الأول باعتبار الوصف، أو باعتبار الذات، أى: بين المتقين من المؤمنين، والفجار منهم وفي الآية إرشاد إلى المعاد، فإنه ربما يكون المفسد والفاجر أحسن حالاً في الدنيا فلابد من دارٍ أخرى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ) يعني: القرآن (مُبَارَكٌ): كثير النفع (لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ): يتفكروا فيها (وَلِيَتَذَكَّرَ): يتعظ به (أُولُو الْأَلْبَابِ) ذوو العقول السليمة الظاهر أن ضمير يدبروا لأولي الألباب على التنازع وإعمال الثاني (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ): سليمان (إِنَّهُ أَوَّابٌ): رجاع إليه بالتوبة، وهو تعليل للمدح (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ) ظرف لأواب، أو لنعم (بِالْعَشِيِّ): بعد الظهر (الصَّافِنَاتُ) الصافن من الخيل: القائم على ثلاثة قوائم، وقد أقام الرابعة على طرف الحافر، وهذه صفة محمودة في الخيل (الْجِيَادُ) جمع جواد وهو المسرع في سيره (فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) أي: آثرت حب الخيل بدلاً عن ذكر ربي، أو يكون عن متعلقًا بأحببت لتضمين معنى أنَبْتُ، والخير: المال، وأراد به ها هنا الخيل (حَتَّى تَوَارَتْ) أي الشمس، ومرور ذكر العشي دال على الشمس (بِالْحِجَابِ) أي حتى غربت (رُدُّوهَا) أي: الصافنات (عَلَيَّ فَطَفِقَ): جعل يمسح السيف (مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ) أي: بسوقها وأعناقها، والسوق جمع ساق أي: يقطعهما؛ لأنها شغلته عن ذكر الله تعالى يقال: مسح علاوته، إذا ضرب