تعالى، وقلبه كافر بآياته، (لَوْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا)، كما زعم المشركون، (لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ)، أي: لو أراد لاختار الأفضل لا الأنقص، وهو الإناث، لكن لم يرد، فلا ولد له من الذكر والأنثى، أو معناه: لو أراد أن يتخذ ولدًا لاتخذ من المخلوقات الأفضل منها، كالبنين لا البنات كما زعمتم، لكن اللازم محال لاستحالة كون المخلوق من جنس الخالق لتنافي الوجوب، والإمكان بالذات، فكذا الملزوم وهو إرادة الاتخاذ فضلاً عن الاتخاذ، (سُبْحَانهُ هُوَ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ): فإنه هو الواحد الفرد، الذي دانت له الأشياء فلا يماثله ولا يناسبه أحد، (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) التكوير: اللف، وإذا غشى كل منهما مكان الآخر، فكأنما لف عليه كلف اللباس على اللابس، (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى): مدة معينة عند الله تعالى، (أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ): الغالب، (الْغَفَّارُ)، فلا يعاجل بالعقوبة على من نسب إليه ما لا يليق به، (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ): آدم، (ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا): حواء عن الضلع الأسفل، وثم للتراخي الرتبي، فإن خلق حواء مقدم في الوجود على تشعيب الذرية من نفس آدم، (وَأَنزَلَ لَكُم): وقضى لكم فإن قضاياه توصف بالنزول من السماء، (مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ)، كما هو مسطور في سورة الأنعام، (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ): حيوانًا من بعد عظام من بعد مضغ من بعد علق من بعد نطف، (فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ): ظلمة البطن، والرحم، والمشيمة، (ذَلِكُمُ)، مبتدأ، (اللهُ)، خبره، (رَبُّكُم)، بدل، (لَهُ الُملْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ