بِغَيْرِ حِسَابٍ)، لا يوزن لهم، ولا يكال إنما يغرف لهم غرفًا، قيل: نزلت في جعفر بن أبي طالب، وأصحابه حيث لم يتركوا دينهم، وصبروا حين اشتد بهم البلاء، (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ)، أي: بأن أعبد، (مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ)، من هذه الأمة، واللام زائدة، كما تقول: أمرت لأن أفعل، وقيل: معناه أمرت بذلك لأجل أن أكون مقدم المسلمين في الدارين (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي)، مع أني نبي مقرب، (عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ): لعظمة ما فيه، نزلت حين دعى إلى دين آبائه، (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ)، أمر توبيخ، (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ)، مع أنها رأس مالهم، (وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ): الذين هم في الجنة لهم من حور وغلمان، وغيرهما فإن لكل منزلاً وأهلاً في الجنة، فمن عمل بالمعاصي دخل النار، وصار المنزل والأهل لغيره أو خسروا أهليهم الذين لهم في الدنيا، لأنَّهُم إن كانوا من أهل النار، فقد خسروهم كما خسروا أنفسهم، وإن كانوا من أهل الجنة فقد ذهبوا عنهم ذهابًا أبديًا، (أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ): أطباق من النار هي ظلل الآخرين، (ذلِكَ): العذاب، (يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ)، ولا تتعرضوا لمعصيتي، (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ): الأوثان، نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر وسلمان الفارسي رضى الله تعالى عنهم، (أَن يَعبدُوهَا)، بدل اشتمال، (وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ): إلى عبادته، (لَهُمُ البُشْرَى)، في الدنيا والآخرة، (فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ)، أي: القرآن وغيره، (فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)، أي: القرآن، أو المراد من يسمع حديثًا فيه محاسن