للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهذا أوانك، (عَلَى مَا فَرَّطْتُ): قصرت، (فِي جَنْبِ اللهِ): جانبه، أي: حقه، أي: طاعته، وقيل في قربه، (وَإِنْ كُنْتُ)، إن هي المخففة، والواو للحال، (لَمِنَ السَّاخِرِينَ): المستهزئين بدينه، (أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي): علمني الخير، وأرشدني، (لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً): رجعة إلى الدنيا، ولو للتمني، َ (فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)، في العقائد، والأعمال، وأو للدلالة على أنه لا يخلو من هذه الأقوال، ولا يبعد أن يقال: أن تقول بدل اشتمال من أن يأتيكم العذاب، أي: من قبل أن تقول نفس إلخ، وقد رأيته منقولاً عن بعض أئمة النحاة، (بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)، رد لما تضمنه قوله: " لو أن الله هداني "، من معنى النفي، وفصل بين الجواب وهو يلي، وبين ما هو جواب له وهو لو أن الله هداني، لئلا ينتثر النظم الحاصل بالجمع بين القرائن الثلاث بتخلل شيء بينها، ولئلا يقدم في الكلام ما هو مؤخر في الوجود، فإن تمني الرجعة آخر الأمر، (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ)، كإضافة الولد والشريك إليه تعالى، (وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ)، جملة تفسيرية إيضاحًا للمقصود مما وقعت الرؤية عليه، (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى): مقام، (لِلْمُتَكَبِّرِينَ)، عن طاعة الله تعالى، (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ)، أي: بسبب فلاحهم وسعادتهم، أو متلبسين بفلاحهم، (لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، يوم القيامة عند الفزع الأكبر، جملة مستأنفة على الوجه الأول، ومبينة للفلاح على الثاني، (اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ): أي: كل ما هو موجود في زمان، (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)، فهو

<<  <  ج: ص:  >  >>