للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَأَخَذَهُمُ اللهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ): لا عجز له أصلاً، (شَدِيدُ الْعِقَابِ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ): حجة ظاهرة، (إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ): وزير فرعون (وَقَارُونَ) أغنى الناس في ذلك الزمان (فقَالُوا): هو (سَاحِرٌ كَذابٌ)، وفي هذه الحكاية تسلية وبشارة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فَلَمَّا جَاءهُمْ بِالْحَقِّ): الدليل على نبوته، (مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ): للخدمة وهذا أمر من فرعون بإعادة ما كانوا يفعلون بهم، فإنه كان قد أمسك عن قتل أبناءهم ولما بعث موسى أعاد القتل عليهم، (وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ): ضياع وزوال (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى) كان فيهم من يمنعه نصحًا عن قتله خوفًا من العذاب، (وَلْيَدْعُ): موسى، (رَبَّهُ): الذي يزعم أنه أرسله فيقيه منا، وفيه دليل على أن قوله ذروني تمويه وتورية، فإن ظاهره الاستهانة به وباطنه الخوف من دعائه ربه (إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ): الذي أنتم عليه إن لم أقتله (أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ): من الفتن والتهارج والخلاف أراد يبدل دينكم أو دنياكم (وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ) حقيقة وهو الله تعالى (مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ) أظهر التوكل على الله وعلَّمهم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>