(وَقَالَ الَّذِي آمَنَ) مؤمن آل فرعون: (يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ): أدلكم عليه، (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَياةُ الدُّنيَا) أي: ما هذه الحياة، إلا (مَتَاعٌ): تمتع قليل تذهب عن قريب، (وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ): فإنها لا تزول، (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ): بغير تقدير لا كالسيئة فإنها بموازنة العمل وما هذا إلا من سعة فضله ورحمته (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ): إلى ما هو سبب لها (وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ)، وهذا المنادى عطف على قوله يا قوم اتبعوني لا على يا قوم إنما هذه؛ لأن الثاني كالبيان للأول ولهذا تراه بغير عطف بخلاف الثالث (تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ)، بيان للثاني، والدعاء كالهداية في التعدية بإلى واللام (وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ): شيئًا ليس لي بربوبيته حجة وبرهان أي ما ليس بإله (وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ): الغالب القادر المطلق (الْغَفَّارِ لَا جَرَمَ أَنَّمَا