للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجعله حالاً، ولم يقل لتبصروا فيه لتلك الفائدة، (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُو) وفي التكرير تخصيص لكفران النعمة بهم، حيث أوقع على صريح اسمهم الظاهر الموضوع موضع المضمر الدال على أن ذلك كأنه شأن الإنسان وخاصيته (ذَلِكُمُ): المختص بتلك الأفعال، (اللهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) أخبار مترادفة أي: هو الجامع لتلك الأوصاف (فَأَنَّى) فكيف ومن أي وجه؟! (تُؤْفَكُونَ): تصرفون عن عبادته (كَذَلِكَ) أي كما أفكوا (يُؤْفَكُ) فعل المضارع للاستحضار، والمعنى على المضي، (الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) أى: من غير دليل ولا تأمل، (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا): مستقرًّا، (وَالسَّمَاءَ بِنَاءً): قبة على الأرض، (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ): خلقكم في أحسن صورة، فإحسان الصورة بعد التصوير بحسب الاعتبار، وإن لم يكن تعدد بحسب الوجود، (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ): من اللذائذ، (ذَلِكُمُ): المخصوص بتلك الأفعال، (اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، هذا دليل آخر على وحدته (هُوَ الْحَيُّ): المتفرد بالحياة الذاتية الدائمة، (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ): موحدين له، (الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ) أي: قائلين له عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: من قال لا إله إلا الله فليقل على إثرها الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ (قُلْ): يا محمد حين يدعونك إلى دين قومك، (إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ): الأدلة على وحدانيته (مِنْ رَبِّي) جواب " لما " يدل عليه ما قبله، (وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ): أنقاد (لِرَبِّ الْعَالَمِينَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ): من بطون أمهاتكم، (طِفْلًا) وحده لإرادة الجنس أو على تأويل كل واحد، (ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ) أي: ثم يبقيكم لتبلغوا سن

<<  <  ج: ص:  >  >>