(بِإِذْنِهِ) أي: الله (مَا يَشَاءُ) أي: الله، ووحيًا وأن يرسل بمعنى: موحيًا ومرسلاً، ويقدر مُسْمِعًا قبل من وراء الحجاب، وكل منها حال، أو الكل مصدر، فإن الوحي والإرسال نوعان من التكلم، ويقدر قبل من وراء حجاب إسماعًا، أو تقديره: بأن يوحي أو يُسمِع من وراء حجاب، أو يُرْسل فنصبه بنزع الخافض (إِنَّهُ عَلِيٌّ) عن مماثلة خلقه (حَكِيمٌ) فيفعل ما يقتضيه حكمته (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) يا محمد (رُوحًا) أي: وحيًا، فإن حياة القلوب بما أوحى إليه (مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِى مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ) على التفصيل الذي عرفت بعد الوحي، وعن بعضهم المراد من الإيمان ها هنا الصلاة، كقوله:" وما كان الله ليضيع إيمانكم "[البقرة: ١٤٣](وَلَكِن جَعَلْنَاهُ) الكتاب أو الإيمان (نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللهِ) بدل (الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) فيحكم فيها بمقتضى عدله وفضله.