جميع أنواع النخل (أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا) فائدة هذا القيد أنه يعلم منه أنهم كانوا يستأصلون ما يقطعون من أصوله وبنيانه ولا يخلون ساقها (فَبِإِذْنِ اللهِ) بأمره ورضائه. نزلت لما حاصرهم وأمر عليه الصلاة والسلام بقطع نخيلهم إرغامًا لقلوبهم، قالوا إنك تنهى عن الفساد ثم تفسد في الأرض فحاك ذاك في صدور المؤمنين (وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) علة لمحذوف أي: أذن لهم في قطع بعض وإبقاء بعض ليخزيهم على فسقهم بمزيد حسرتهم وغيظهم (وَمَا أَفَاءَ) ما منصوب بـ أفاء أي: الذي رده (اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ) من تلك اليهود من الأموال (فَمَا أَوْجَفْتُمْ) ما نافية أي ما أجريتم (عَلَيْهِ) على تحصيله (مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ) والركاب ما يركب من الإبل، يعني إنما مشيتم على أرجلكم لقربهم منكم ولا تعبتم بالسفر والقتال (وَلَكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فلا تطمعوا أن يكون مال الفيء كمال الغنيمة أربعة أخماسها لكم بل ما هو لكم من الغنيمة هو من الفيء للنبي صلى الله عليه وسلم ولذلك ما أعطى الأنصار منه إلا ثلاثة نفر منهم (مَا أَفَاءَ اللهُ