الإيمان (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ) جعلوا الإيمان مستقرًا لهم كما جعلوا المدينة كذلك أي: لزموا المدينة والإيمان، وتمكنوا فيهما والتعريف في الدار؛ للتنويه، كأنها الدار التي تستحق أن يسمى دارًا (مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل هجرتهم، وهم الأنصار (يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ) في أنفسهم (حَاجَةً) كحسدٍ وغيظ (مِمَّا أُوتُوا) أي لا يجدون من مال أعطى المهاجرون في أنفسهم حقدًا وغرضًا، فإنه قد قسم مال بني النضير بين المهاجرين دون الأنصار (وَيُؤْثِرُونَ) يقدمون المهاجرين (عَلَى أَنْفُسِهِمْ) فيما عندهم من الأموال (وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) حاجة إلى ما عندهم نزلت حين انطلق رجل من الأنصار برجل، قال عليه الصلاة والسلام في شأنه:" رحم الله من يضيفه الليلة إلى بيته "، ولم يكن في بيته سوى قوت صبيانه، فنومهم وأطعمه قوتهم، فبات هو وعياله جائعين. فقال عليه الصلاة والسلام:" ضحك الله من فلان "(ومَن يُوقَ لشُحَّ نَمسِهِ) من سلم من الحرص الشديد الذي