للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا توادوهم فإنهم معكم في غاية العداوة (لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ) قراباتكم (وَلَا أَوْلَادُكُمْ) الكفار (يوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ) فيدخل المؤمن الجنة والكافر النار، أو لا ينفعكم إلا طاعة الله لا الأقارب والأولاد، فإنه يوم يفرق بينكم؛ بأن يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه (وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي فيهم خصلة من حقها أن يؤتسى بها، ويتبع (إِذْ قَالُوا) ظرف لخبر كان (لِقَوْمِهِمْ) الكفار (إِنَّا بُرَءَاءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ) بدينكم ومعبودكم (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ) فإنه حينئذ ينقلب العداوة والبغضاء موالاة ومحبة (إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ) أي لكم فيه خصلة من حقها الاتباع إلا هذا قال تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ)، إلى قوله (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) [التوبة: ١١٣ - ١١٤]، (وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) من تمام قوله لأبيه (رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا) من تمام الأسوة الحسنة (وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>