للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَدُوًّا لَكُمْ) يشغلكم عما ينفعكم (فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا) عن ذنوبهم (وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا) بإخفاء معايبهم (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فيغفر لكم ويتفضل أو فيغفر لهم ما فرط عنهم من شغلكم عن الله. نزلت حين أراد الهجرة بعض من آمن بمكة فمنعهم أهلهم وقالوا: صبرنا على إسلامكم ولا نصبر على هجركم فتركوا الهجرة حينئذ فلما أتوا المسلمين رأوهم قد فقهوا في الدين فهمُّوا عقاب أهلهم (إِنَّمَا أمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ) اختبار لكم يعني بعضهم أعداء لكن كلها اختبار يبلوكم كيف تحافظون فيهم على حدود الله (وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) لمن صبر على حدود الله فيهم، أو معناه ليس الأموال، ولا الأولاد إلا بلاء ومحنة، والأجر العظيم هو ما عند الله، فأغمضوا عن محبتهم، واطمعوا فيما عند الله (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعتُمْ) أي: جهدكم وطاقتكم، وعن كثير من السلف أنه لما نزلت (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) [آل عمران: ١٠٢] اشتد عليهم العمل، فقاموا حتى ورمت عراقيبهم، وتقرحت جباههم،

<<  <  ج: ص:  >  >>