أسلفوا، (فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ)، لكفرهم، (وَلَهُمْ عَذَابُ الحَرِيقِ)، العذاب الزائد فِي الإحراق بما أحرقوا المؤمنين، وعن بعض لهم عذاب الحريق في الدنيا، وذلك لأن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم، أو المراد الذين بلوهم بالأذى على العموم لا أن المراد أصحاب الأخدود خاصة للفاتنين عذابان لكفرهم، ولفتنتهم، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)، المراد منهم المطروحون في الأخاديد، أو أعم، (إِنْ بَطْشَ ربِّكَ)، أخذه بالعنف لأعدائه، (لَشَدِيدٌ)، مضاعف، (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ)، الخلق، (وَيُعِيدُ)، بعد الموت، (وَهُوَ الغَفُورُ)، للمؤمنين، (الوَدُودُ)، المحب لهم، (ذُو العَرْشِ)، مالكه، (المَجِيدُ)، العظيم في الذات، والصفات، وقراءة الكسر على صفة العرش فمعناه علوه وسعته، (فعَّالٌ لمَا يُرِيدُ)، لا يزاحمه أحد، ولا شيء، (هَلْ أَتَاكَ)، يا محمد، (حَدِيثُ الجُنُودِ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ)، هما بدل من الجنود، والمراد من فرعون هو وقومه، وهذا تقرير لقوله:(إن بطش ربك لشديد)، (بَل الذِينَ كَفَرُوا): من قومك يا محمد، (فِي تَكْذِيبٍ)، للقرآن، ولك أي تكذيب، فلا يعتبرون بسماع قصة من قبلهم، ومعنى (بل) الإضراب عن الأمر بالإسماع، والتذكير، كأنه قال: ذكّر قومك بشدة بطش ربك، وأسمعهم حكاية فرعون وثمود لعلهم يتعظوا به، بل هم في تكذيب عظيم لا يمكن لهم الارتداع، والاتعاظ، (وَاللهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ): لا يفوتونه كما لا يفوت المحاط المحيط، (بَلْ هُوَ): بل هذا الذي كذبوا به، (قُرْآنٌ مجِيدٌ): عظيم في اللفظ والمعنى، (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)،