وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ)، وصفهم بما ليس في اليهود إلا نقيضه كإلحاد في صفاته ووصفهم اليوم الآخر بخلاف صفته، وهم مداهنون في الحق متباطئون عن الخير، (وأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ): ممن صلحت أحوالهم عند الله، فاستحقوا رضاه (وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ): لا يضيع عند الله، ولا ينقص ثوابه، ولتضمنه معنى الحرمان عدي إلى مفعولين، (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) لم يقل عليهم بهم إشعارًا بأنهم موصوفون بالتقوى أيضًا، (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ): لن تدفع (عَنْهمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُم منَ اللهِ): من عذابه، (شَيْئًا وأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ): ملازموها، (هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ مَثل مَا يُنفِقُون): مثل ما ينفق الكفار، وقيل: نفقة اليهود على علمائهم، (فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ): برد شديد، أو سموم حارة (أَصَابَتْ حَرْثَ): زَرع، (قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ): بالكفر والمعاصي، (فَأَهْلَكَتْهُ): فلم ينتفعوا بحرثهم لدى احتياجهم إليه، فكذا أعمال الكفار، وتقديره: مثل إهلاك ما ينفقون كمثل إهلاك ريح، أو مثل ما ينفقون كمثل مهلك ريح ليطابق المثلان، (وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ)، بأن فعل بهم ما ليسوا أهلاً له، (وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) لأنَّهُم ارتكبوا ما استحقوا العقوبة.