الذين لا رشد لهم أموالهم، وإضافة المال إلى الأولياء لأنه في تصرفهم (الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا): تقومون وتنتعشون بها، فعلى الثاني تأويله التي من جنس ما جعله الله لكم قيامًا، وسمي ما به القيام قيامًا مبالغة (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ) اجعلوا لهم فيها رزقًا وكسوة بأن تتجروا فيها وتحصلوا من نفعها (وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا) قولا لينًا يطيب به أنفسهم.
(وَابْتَلُوا الْيَتَامَى): اختبروهم قبل البلوغ في عقلهم (حَتَّى إِذَا بَلَغوا النِّكَاحَ) كناية عن البلوغ، لأنه عند البلوغ يصلح للنكاح (فَإِنْ آنَسْتُمْ): أبصرتم (مِنْهُمْ رُشْدًا) صلاحًا في الدين والمال (فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ) فدفع المال بعد البلوغ بشرط الرشد (وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً) حال، أو مفعول له (أَن يَكْبَروا) أي: مسرفين مبادرين كبرهم مخافة نزعها عن أيديكم عند كبرهم (وَمَن كَان غَنِيًّا) من الأوصياء (فَلْيَسْتَعْفِفْ): من أكل شيء منها (وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأكلْ بِالْمَعْرُوفِ) أجرة مثله، أو القرض فيجب الأداء، أو لا يأكل إلا أن يضطر كأكل الميتة ويقضي، أو لا يأكل إلا بقدر الحاجة (فإِذَا دَفَعتمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهمْ) بعد البلوغ والرشد (فأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ) بقبضهم، وهذا أمر إرشاد لقطع الخصومة (وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا): محاسبًا فاعدلوا في أموالهم.