للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مشترك بين الرجل والمرأة والحبس خاصة المرأة، فإذا تابا أزيل الإيذاء عنهما وبقي الحبس عليها، وقيل: هذه الآية سابقة على الأولى نزولاً، وكانت عقوبة الزناة الأذى ثم الحبس ثم الجلد (فَإِنْ تَابَا) من الفاحشة (وَأَصْلَحَا) العمل (فأَعْرِضُوا عَنْهُمَا) اتركوا أذاهما ولا تعنفوهما بعدُ بكلامٍ قبيح (إِنَّ اللهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا).

(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ) أي: ليس قبول التوبة واجبًا على الله بمقتضى وعده لأحد إلا (لِلذِينَ يَعْمَلُون السُّوءَ) ملتبسين (بِجَهَالَةٍ) أجمع الصحابة على أن من عصى الله عمدًا أو خطأ فهو بجهالة (ثمَّ يَتُوبُونَ من قَرِيبٍ) زمان قريب قبل معاينة الموت، أو قبل أن يحيط السوء بحسناته فيحبطها، أو في صحته قبل مرض موته (فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ) تاب الله عليه قبل توبته وغفر ذنبه (وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا) بنياتهم (حَكِيمًا) بأفعاله.

(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ) أي: منفية قبولها (لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) أي: لا توبة لهؤلاء الفريقين؛ فإنه كما لا تقبل توبة الآخرة لا تقبل توبة الدنيا حين الاحتضار (أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) الاعتداد: التهيئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>