وقال المنافق بيننا كعب بن الأشرف، أو في جماعة من المنافقين أرادوا أن يتحاكموا إلى حكام الجاهلية (وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ) بالطاغوت (وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) لا يمكن لهم الرجوع إلى الحق أبدًا. (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ) حال كونهم (يَصُدُّونَ) يعرضون (عَنْكَ صُدُودًا فَكَيْفَ) يكون حالهم (إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) احتاجوا إليك في دفعها (بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) بسبب شؤم ذنوهم (ثُمَّ جَاءوكَ) حين يصابون للعذر، عطف على إصابتهم (يَحْلِفُونَ) حال (بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا) ما أردنا من تحاكمنا إلى غيرك (إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) مداراة ومصانعة لا اعتقادًا منا تلك الحكومة، أو إحسانًا لخصومنا وتوفيقًا بين الخصمين لا مخالفتك، وبعضهم على أن الكلام تم عند قوله:" بما قدمت أيديهم " و " ثم جاؤك " عطف على " يصدون " وما بينهما اعتراض (أُولئِكَ الّذِينَ يَعْلمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) من النفاق (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) فلا تعنفهم (وَعِظْهُم) وانصحهم بلسانك (وَقُل لهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ) سرًّا ليس معهم غيرهم (قَوْلاً بَلِيغًا) وقيل: في أنفسهم متعلق بليغًا أي: قل لهم قولاً بليغًا في أنفسهم مؤثرًا في قلوبهم (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ) فيما حكم لا ليطلب الحكم من غيره (بِإِذْنِ اللهِ) بسبب إذن الله في طاعته، فالإذن بمعنى الأمر والرضا، أو بتيسير الله وتوفيقه في طاعته، فالإذن بمعنى التوفيق (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بمثل التحاكم إلى غيرك (جَاءُوكَ) خبر إن، وإذ ظلموا متعلق به (فاسْتَغْفَرُوا اللهَ) بالإخلاص (وَاسْتَغْفَرَ