للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفضل (حَكِيماً) فيما حكم وأمر (وَلله مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْضِ) فله السعة وكمال القدرة (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ) من اليهود والنصارى وغيرهم (مِن قَبْلِكُمْ) متعلق بـ أوتوا أو بـ وصينا (وَإِياكم) عطف على الذين (أَن اتقُوا الله) أي: بتقوى الله وجاز أن يكون أن مفسرة، فإن التوصية في معنى القول (وَإِن تَكْفُرُوا) أي: وقلنا لهم ولكم: إن تكفروا (فإنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأَرْضِ) مالك الملك كله لا يضره كفركم كما لا ينفعه شكركم فما الوصية إلا لحاجتكم وصلاحكم (وَكَان اللهُ غَنِيًّا) عن الخلق. (حَمِيداً) في ذاته حمد أو لم يحمد (وَلله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً) (١) فتوكلوا عليه فكأنه قال له ما في السماوات وما في الأرض فاقبلوا وصيته وله ذلك فهو الغني فاسألوا الله وله ذلك فاتخذوه وكيلاً لا غيره (إِنْ يَشَأْ) إذهابكم (يُذْهِبْكُمْ) يفنيكم (أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ) يوجد قومًا آخرين (وَكَانَ اللهُ عَلَى ذَلِكَ) الإعدام والايجاد (قَدِيرًا) بليغ القدرة وهذا تقرير لغناه وتهديد لمن كفر (مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ


(١) فإن قيل: فأى فائدة في تكرار قوله تعالى: " ولله ما في السماوات وما في الأرض " قيل: لكل واحد منها وجه أما الأول: فمعناه لله ما في السَّمَاوَات وما في الأرض وهو يوصيكم بالتقوى، فاقبلوا وصيته.
وأما الثاني فيقول: فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وَكَانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيدًا أي: هو الغني وله الملك فاطلبوا منه ما تطلبون.
وأما الثالث: فيقول: ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً أي له الملك فاتخذوه وكيلاً ولا تتوكلوا على غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>