(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ) في القرآن (أَنْ) أي: أنه (إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا) حالان من الآيات (فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ) مع من يكفر ويستهزئ (حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) الاستهزاء، وهذا تذكار ما نزل عليهم بمكة من قوله " وإذا رأيت الذين يخوضون في ءاياتنا " الآية [الأنعام: ٦٨]، (إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) في الكفر إن رضيتم بذلك، أو في الإثم فإنكم قادرون على الإعراض والإنكار، وقيل: هي منسوخة بقوله: (وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء) إلخ (إِنَّ الله جَامِعُ الُمنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) كما اجتمعوا على الاستهزاء بالآيات (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ) ينتظرون وقوع أمر بكم، بدل من الذين أو مبتدأ وخبره (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) ففي الدين والنصرة فأسهموا لنا من الغنيمة (وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ) من الظفر فإن الحرب سجال (قَالُوا) للكافرين (أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ) ألم نغلبكم ونتمكن من قتلكم وأسركم فما فعلنا شيئًا من ذلك (وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) بأن ثبطناهم عنكم بتخييلنا لهم ما ضعفت به قلوبهم وتوانينا في مظاهرتهم، أو معناه نصرفكم عن الدخول في جملتهم، فإن