أراد أن يطلع عباده من صفاته ومغيباته وأوامره ونواهيه، أو أنزله عالمًا بأنك أهل لإنزاله إليك (وَالْمَلاِئكَةُ يَشْهَدُونَ) أيضًا بنبوتك نزلت في جماعة من اليهود قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني والله أعلم أنكم لتعلمون أني رسول الله، فقالوا: ما نعلم ذلك "(وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً) فإنه أقام الحجج والبينات الواضحة على صحة نبوتك (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا) فإنهم جمعوا بين الضلال والإضلال (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا) محمدًا صلى الله عليه وسلم بكتمان نعته أو الناس بصدهم أو أنفسهم (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) بعد ما ماتوا عليه أو هذا فيمن علم أنه يموت على الكفر (وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا) إلى النجاة (إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ) استثناء منقطع أو متصل على السخرية (خَالِدِينَ) حال مقدرة (فيهَا أَبَدًا وَكَان ذلِكَ) أي: عدم الغفران والخلود (عَلَى اللهِ يَسِيرًا يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ) لما قرر أمر النبوة وأوعد المنكر خاطب الناس بالدعوة (فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ) أي: إيمانًا خيرًا لكم أو ائتوا أمرًا خيرًا لكم مما أنتم عليه أو يكن الإيمان خيًرا لكم (وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) فهو الغني عنكم (وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا) بأحوالكم (حَكِيمًا) فيما أراد لكم (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) النصارى تجاوزوا الحد في عيسى عليه السلام بل في الأحبار، كما قال:" اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا "(التوبة: ٣١)، (وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ) لا تفتروا عليه (إِلا الحَقَّ) لكن قولوا الحق فنزهوه عن شريك وولد (إِنَّمَا