للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحكونه ويستهزءونه (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) فإن العقل يمنع من الاستهزاء بأمر معقول مشروع (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ): تنكرون وتعيبون (مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ) قيل: نزلت في اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن يؤمن به فقال: " نؤمن بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل " إلى قوله " ونحن له مسلمون " فقالوا لما سمعوا ذكر عيسى والله لا نعلم دينًا شرًا من دينكم (وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ) عطف على " أن آمنا " وحاصله: أنكم ما تنكرون منا إلا مخالفتكم حيث دخلنا الإيمان وأنتم خارجون عنه، أو عطف على علة محذوفة تقديره: تنكرون منا الإيمان لقلة إنصافكم وفسقكم ويجوز أن يكون حالاً من فاعل تنقمون (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ): المنقوم (مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ) تمييز عن شر أي جاء ثابتًا عنده، وهو من باب: تحيتهم بينهم ضرب وجيع. فإن المثوبة مختصة بالخير (مَنْ لَعَنَهُ اللهُ) أي: هو دين من لعنه الله فلا بد من حذف مضاف هنا أو في قوله بشر من ذلك أي: من أهل ذلك (وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) عطف على لعنه والطاغوت: العجل أو الكهنة أو الشيطان (أوْلَئكَ شَرٌّ مكَاناً) فيه مبالغة ليست في قوله أولئك شر قيل: لأن مكانهم سقر (وَأَضَل عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ): قصد الطريق المتوسط والمراد من صيغتي التفضيل الزيادة مطلقًا لا بالإضافة إلى المؤمنين (وَإِذَا جَاءُوكمْ قَالوا آمنَّا) يعني

<<  <  ج: ص:  >  >>