أو متعلق بقوله:(يَعْلَمُ) ولا يلزم كون ذاته أو علمه فيهما: بل يكفي كون المعلوم فيهما وهو إما خبر ثان أو حال، (سرِّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُون): من خير وشر، (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ)(من) زائدة للاستغراق، (مِنْ آياتِ ربِّهِمْ): الدالة على وحدانيته، و (من) تبعيضية لا تبيينية إلا أن تكون النكرة في النفي بمعنى جميع الأفراد، (إِلا كَانُوا عَنْهَا): عن التفكر فيها، (مُعْرِضِينَ): لا يلتفتون إليها، (فَقَدْ كَذبُوا بِالْحَقِّ) أي: القرآن، (لَمَّا جَاءَهُمْ) أي: إن أعرضوا فلا تعجب فإنهم كذبوا بأعظم آية، وهذا أشد من الإعراض، (فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ) أي: أخبار القرآن وأحواله بأنَّهم بأي شيء استهزءوا، وهذا تهديد ووعيد شديد، (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ): قوم، (أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) والقرن أهل كل عصر أو مدة أعمار الناس، (مَكنَّاهُمْ فِي الأرْضِ): أعطيناهم من العمر، والمال، (مَا لَمْ نمكِّن لَكُمْ): ما لم نعطه لكم، (وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ): المطر والسحاب، (عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا): كثير الدر أي: الصب، (وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ): بالعذاب من القحط والصواعق وغيرهما، (وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ): بدلاً منهم فليخافوا أن نفعل بهم كما فعلنا بهؤلاء، (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا): مكتوبًا، (فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ) واللمس أبلغ في إيقاع العلم من المعاينة، فإن الأكثر أنه بعد المعاينة، وأكثر السحر والتزوير في المراءي، (لَقَالَ الذِينَ كَفَرُوا): عنادًا، (إِنْ هَذا): ما هذا، (إِلا سِحْر مُبِين) قيل: نزلت حين قالوا لا نؤمن بك حتى تأتينا