للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْمُلْكُ الْيَوْمَ لله الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ " [غافر: ١٦] وإما بدل من " يقول " والصور القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل، وقيل: جمع صورة أي ينفخ فيها فتحيا، (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) أي: هو عالم الغيب، (وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ آزَرَ)، عطف بيان لأبيه والأصح أنه اسم أبيه وله اسمان (آزر) و (تارخ) أو أحدهما لقبه، (أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً): دون الله، (إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ): عن الحق، (مُبِينٍ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ) أي: مثل هذا التبصير نبصره، وهو حكاية حال ماضية، (مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) أي: ملكها والتاء زائدة للمبالغة، (وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) أي: ليستدل، وليكون، أو وفعلنا ذلك ليكون، (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الليْلُ): ستره بظلامه، وهذا تفصيل لإراءته، (رَأَى كَوْكَبًا): هو الزهرة أو المشترى، (قَالَ هَذا ربي)، قول من ينصف خصمه مع علمه أنه مبطل، ثم يكر عليه فيبطله بالحجة وهذا النوع أدعى إلى القبول فإن قومه يعبدون الكواكب، وهذا هو الأصح، أو قال ذلك على وجه النظر والاستدلال في أول بلوغه (١)، بل قبله فقد نقل أنه في السرب سبع سنين أو أكثر لخوف والديه من نمرود لأنه يقتل الصبيان، فإنه قد أخبر بمولود ذهاب ملكه على يديه، وهو ما رأى في السرب لا سماء ولا أرضًا فلما خرج ورأى كوكبًا قال هذا ربي، (فَلَمَّا أَفَلَ): غاب، (قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ): عبادة شيء يتغير عن حال إلى حال فعرفهم جهلهم، (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا): طالعًا، (قَالَ هَذَا رَبِّي


(١) الصواب أن الخليل - عليه السلام - كان مناظرًا ولم يكن ناظرًا. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>