والمخصوص بالذم محذوف أي: هذا الأمر وحاصله لو كنتم مؤمنين ما عبدتم العجل يعني آباءهم، وأنتم لو كنتم مؤمنين ما كذبتم محمدًا عليه الصلاة والسلام، (قلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَة عِندَ اللهِ)، أي: في علم الله وحكمه، (خَالِصَةً)، أي: خاصة بكم كما تقولون: " لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا " الآية (البقرة: ١١١)، منصوب على الحال، (مِّن دُونِ الناسِ)، أي: الباقين، (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، أي: ادعوا بالموت على الكاذب من الفريقين، والمراد منه المباهلة كما صح عن ابن عباس رضى الله عنهما وغيره من السلف أو معناه فسلوا الموت لأن من أيقن أن مأواه الجنة حن إليها سيما إذا علم أنها لا يشاركه فيها غيره، (وَلَن يَتَمَنَّوْه أَبَدًا): للعلم بكذبهم، (بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ): كتحريف التوراة وإضافته إلى اليد، لأن أكثر الجنايات باليد فأضيف إليها الأعمال وإن لم يكن لليد فيها مدخل، (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظالِمِينَ): تهديد، (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ)، أي: على نوع من الحياة وهو طول العمر لعلمهم بسوء عاقبتهم، (وَمِنَ الذِينَ أَشرَكوا)، عطف في المعنى على الناس، أي أحرص من الناس ومن الذين أشركوا، أو عطف على أحرص بتقدير وأحرص من الذين وهو عطف الخاص على العام أو اليهود أحرص منهم مع أن المشركين لا يعرفون إلا الحياة الدنيا فحرصهم إليها شديد، وزيادة حرص اليهود لعلمهم بأنهم صائرون إلى النار بخلاف المشركين، قيل: