لَنَا) الفعل مسند إلى الجار والمجرور (وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ) أي: يرجون المغفرة والحال أنَّهم مصرون على الذنب عائدون على مثله. عن السدي كان بعضهم يطعن في حكامهم بأخذ الرشوة فإذا جعل مكان حاكمهم من يطعن بأخذ الرشوة هو أيضًا يأخذ فحاصله وإن يأت الآخرين عرض مثله يأخذوه (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ) أي: في التوراة (أَنْ لَا يَقُولُوا) أي: بأن لا يقولوا أو عطف بيان لميثاق (عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ) فهم ذاكرون لهذا الميثاق عطف على (أَلَمْ يُؤْخَذْ)(وَالدَّارُ الْاخِرَةُ خَيْرٌ لِلذِينَ يَتَّقُونَ) المعاصي لا للذين يخالفون أمر الله تعالى فإن مصيرهم إلى النار (أَفَلَا تَعْقِلُونَ) فيعلموا ذلك ويرتدعوا عما هم فيه (وَالذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكتَابِ) اعتصموا بكتابهم فآمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - (وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ) خبر الذين يمسكون (أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) أي: أجرهم لإصلاحهم (وَإِذْ نَتَقْنَا) رفعنا (الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) الظلة: كل ما أظلك (وَظَنُّوا) تيقنوا (أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ) ساقط عليهم إن خالفوا وقلنا لهم: (خُذُوا مَا آتيْنَاكُم) من الكتاب (بِقُوَّةٍ) بجد واجتهاد في العمل به (وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ) فاعملوا به (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) كي تتقوا عن القبائح وذلك أنَّهم أبوا قبول أحكام التوراة فرفع الطور فوقهم، وقيل لهم: إن قبلتم وإلا ليقعن عليكم فسجدوا وقبلوا.