(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَة) آدم (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا) خلق من ضلع آدم حواء (لِيَسْكُنَ) ليطمئن (إِلَيْهَا) ويأنس بها فإنها جزءه (فَلَمَّا تَغَشَّاهَا) جامعها (حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا) عليها يعني النطفة (فَمَرَّتْ بِهِ) استمرت به أو قامت وقعدت بالحمل لخفته (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) صارت ذات ثقل لكبر الولد (دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا) بشرًا سويًّا فإنهما أشفقا أن يكون بهيمة (لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) لك (فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا)(١) لما حملت حواء جاءها إبليس في غير صورته وقال: هذا الذي في بطنك ربما يكون بهيمة، وهل تدري من أين يخرج فخوفها مرارًا كثيرة ثم قال: لي عند الله منزلة وإن دعوت أن يخرج سالمًا سويًّا أتسميه عبد الحارث وهذا اسم إبليس في الملائكة، فلم يزل بها حتى غرها فسمته عبد الحارث بإذن من آدم ولم تعرف حواء أنه إبليس وقد صح هذا النقل عن ابن
(١) قال قتادة أشركا في الاسم ولم يشركا في العبادة.