يعني الجنة، (فمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، التمتع بها، (فِي الْآخِرَةِ)، أي: في جنبها، (إِلَّا قَلِيلٌ)، فإنها لا تتناهى وأين نعيم الدنيا من نعيمها (إِلا تَنفِرُوا)، شرطية، (يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)، في الدنيا والآخرة، (وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ)، يأت بقوم آخرين مطيعين بعد هلاككم، (وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً)، بالتثاقل فإنه هو الناصر لدينه، أو الضمير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أي: سينصره إن قعدتم عن الحرب، (وَاللهُ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِيرٌ)، فيقدر على تبديلكم ونصرته بلا مددكم، (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ)، بمنزلة العلة له، (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا)، حاصله أنه ينصره كما نصره جواب الشرط محذوف وهو فسينصره، وقوله:" فقد نصره الله " حين إن وقع الكفار سببًا لخروجه، (ثَانِيَ اثْنَيْنِ)، أي حال كونه أحد اثنين هو - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر رضي الله عنه، (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ)، في جبل ثور وهو بدل البعض من " إذ أخرجه "، لأن المراد منه زمان متسع، (إِذ يَقُولُ)، بدل آخر أو ظرف لـ ثاني، (لِصَاحِبِهِ)، أبي بكر حين طلع الكفار فوق الغار يطلبونهما، (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا)