فليضحكوا فيها ما شاءوا (وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا)، فإنهم في النار لا يزالون باكين أبد الآباد، (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، من النفاق، (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ)، أي: من المخلفين. وليس كل من تخلف عن تبوك منافقًا، يعني: إن وصلت إلى المدينة وفيها طائفة منهم، (فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ)، إلى غزوة أخرى بعد تبوك، (فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا)، إخبار في معنى النهي، (إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ)، استئناف تعليل له، (أَوَّلَ مَرَّةٍ)، هي الخرجة إلى تبوك، (فَاقْعُدُوا)، حينئذٍ، (مَعَ الْخَالِفِينَ)، أي: الرجال الذين تخلفوا بغير عذر، أو مع النساء والصبيان والمرضى والزمنى قيل: مع المخالفين. (وَلَا تُصَلِّ)، صلاة الجنازة، وقيل: لا تدع ولا تستغفر، (عَلَى أَحَدٍ منْهم مَّاتَ أَبَدًا)، الموت على الكفر موت أبدي، فإن إحياءه للتعذيب أسوأ وأسوأ من الموت فكأنه لم يحيى، (وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)، لا تقف تستغفر، أو تدع له أو لا تتول دفنه، (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)، تعليل للنهي، نزلت بعد أن مات ابن