من خرب مسجدًا، وإن كان سبب نزوله منع المشركين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدخل مكة ويحج عام الحديبية، وأي خراب أعظم مما فعلوا من إخراج المسلمين واستحواذهم بالأصنام، أو نزلت في الروم خربوا بيت المقدس، (أوْلَئِكَ): المانعون، (مَا كانَ لَهُمْ أَن يَدْخلُوهَا إِلا خَائِفِينَ)، خبر معناه الطلب لا تمكنوهم من دخولها إلا تحت هدنة أو جزية، أو بشارة للمسلمين أنه سيكون كذلك، أو ما كان ينبغي أن يدخلوها إلا خاشعين فضلاً أن يخربوا، أو ليس الحق أن يدخلوا إلا خائفين عن المسلمين فضلاً من أن يمنعوهم منها، (لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ): قتل وسبي أو جزية، (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١١٤) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ): له الأرض كلها إن منعتم الصلاة في أحد المساجدَ، (فَأَيْنَمَا تُوَلوا)، أيَّ: في أي مكان توليتم القبلة، (فَثَمَّ وَجْهُ الله)، أي: جهته التي أمر بها لا يختص بمسجد ومكان، أو معناه بأي جهة وجهتم إليها وجهكم فثم قبلة الله