التبيين، (نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكرُونَ) فإنهم المنتفعون بها، (وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السلامِ) هي الجنة والسلام من أسماء الله تعالى أو دار السلامة من الآفات أو دار تحيتها سلام يسلم الملائكة على من فيها، (وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاط مُّسْتَقِيمٍ) بأن يوفقه على التقوى الذي هو طريق الجنة فالدعوة عام والهداية خاص، (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) العمل في الدنيا، (الْحُسْنَى) الجنة، (وَزِيَادَةٌ) النظر إلى وجه الله الكريم وهو قول أبي بكر الصديق وكثير من السلف رضي الله عنهم وعليه أحاديث كثيرة أحدها في صحيح مسلم وابن ماجه لكن من يضلل الله من العباد فما له من هاد أو الْحُسْنَى مثل حسناتهم والزيادة عشر أمثالها إلى سبعمائة أو أكثر أو الزيادة الرضوان، (وَلاَ يَرْهَقُ) لا يغشى، (وَجُوهَهُمْ قتَرٌ) غبار أي: سواد، (وَلاَ ذِلةٌ) هوان وكآبة؛ بل لقاهم نضرة وسرورًا، (أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٦) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ) مبتدأ بتقدير وجزاء الذين كسبوا السيئات، (جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا) لا يزاد عليها شيء أو عطف على الذين أحسنوا، أي: للذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها كقولك: في الدار زيد والحجرة عمرو عند من يجوزه، (وَتَرْهَقُهُمْ) تغشاهم، (ذِلَّةٌ ما لَهُم مِّنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ) يعصمهم ويحميهم، (كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا) لكمال سوادها ومظلمًا حال من الليل وهو صفة