للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونقصًا عليَّ، (إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ) فليس إعراضكم إلا نقصًا وضرًّا عليكم، أو معناه إن أعرضتم فما هو إلا لتمردكم وعنادكم لا لتقصير وتفريط مني، فإني ما سألت منكم أجرًا ينفركم عني وتتهموني لأجله، (وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) المستسلمين لأمر الله، (فَكَذبُوهُ) أصروا على تكذيبه، (فَنَجَّيْنَاهُ) من الغرق، (وَمَن مَّعَهُ فِي الفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاِئفَ) من الهالكين وأعطيناهم ملكهم، (وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذبُوا بِآيَاتِنَا) بالطوفان، (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الُمنذَرِينَ) المكذبين فهذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتحذير لمن كذبه، (ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ) من بعد نوح، (رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ) المعجزات الظاهرات، (فَمَا كَانُوا) ما استقام لهم، (لِيُؤْمِنُوا) لشدة عنادهم وكفرهم، (بِمَا كَذبُوا بِه مِن قَبْلُ) أي: بما كذب به قوم نوح وقد علموا حالهم فهم وآباؤهم على منهاج واحد والباء للسببية، أي: لم يؤمنوا بسبب تعودهم تكذيب الحق قبل بعثة الرسل، (كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِي) نختم عليها فلا يدخلها رشاد ولا سداد، (ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم) بعد هؤلاء الرسل، (مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَإِهِ) أشراف قومه، (بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ) معتادين الإجرام، (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الحَقُّ) المعجزات المزيحة للشك، (مِنْ عِندِنَا قَالُوا) من فرط التمرد: (إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ) واضح ظاهر، (قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ) إنه سحر فحذف محكي القول لدلالة الكلام عليه قيل: فمعناه أتعيبونه وعلى هذا لا يستدعي مقولاً ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>