لموسى، أي: ما آمن له في مبدأ الأمر إلا شبانهم، (عَلَى خَوْفٍ من فرْعَوْنَ) أي: مع خوف منه، (وَمَلإِهِمْ) الضمير للذرية أي: أشراف آل فرعون، أو لفرعون فالمراد من فرعون هو وآله، (أَنْ يَفْتِنَهُمْ) يعذبهم وهو بدل من فرعون أو مفعول خوف، (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ) لغالب، (فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) في الكبر حتى ادعى الربوبية، (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) مستسلمين لأمره والمعلق بالإيمان وجوب التوكل والمشروط بالإسلام وجود التوكل وحصوله لا وجوبه كما يقال: إن شتمك أحد فاصبر إن قدرت، (فَقَالُوا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) أي: موضع فتنة لهم يعذبوننا، أو لا تعذبنا بعذاب، فيقولون: لو كانوا على حق ما عذبوا ولا تسلطهم علينا فيحسبوا أنهم على الحق فيفتنوا بذلك، (وَنَجِّنَا) خلصنا، (بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٨٦) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءَا) أي: اتخذا مباءة يعني موضع إقامة، (لقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا) أنتما وقومكما، (بيُوتَكُمْ) أي: في بيوتكم التي اتخذتموها، (قِبْلَةً) أي: مساجد فإنهم كانوا لا يصلون إلا في كنائسهم وكانوا يخافون من فرعون فأمروا أن يجعلوا في بيوتهم مساجد يصلون فيها سرًّا أو اجعلوا بيوتكم قبلة مصلى، أو متقابلة والمقصود على هذا حصول الجمعية، (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) أي: فيها قال بعضهم: أمروا بكثرة الصلاة كما قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ)