للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللهِ) عذابه، (إِلَّا مَنْ رَحِمَ) أي: إلا الراحم وهو الله أو عاصم بمعنى ذا عصمة كـ لابن وتامر إلا من رحم أي: من رحمه الله، أو الاستثناء منقطع يعني لكن من رحمه الله فهو معصوم قيل: تقديره لا عاصم لأحد إلا من رحمه الله (وحَالَ بَيْنَهُمَا) بين نوح وولده، (الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) صار منهم، (وَقِيلَ) بعدما تناهي أمر الطوفان، (يَا أَرْضُ ابْلَعِي) انشفي، (مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي) أمسكي عن المطر، (وَغِيضَ) نقص، (الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ) أي: إهلاك الكافرين وإنجاء المؤمنين، (وَاسْتَوَتْ) استقرت السفينة، (عَلَى الْجُودِيِّ) جبل شامخ قريب الموصل أو الشام، (وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) أي هلاكًا لهم، (وَنادَى) أي: أراد النداء، (نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ) أو نادى على حقيقته وقوله تعالى فقال تفصيل للمجمل، (رَبِّ إِن ابْنِي مِن أَهْلِي) وقد وعدت إنجاءهم، (وَإِنْ وَعْدَكَ الحَقُّ) لا خلف فيه، (وَأَنتَ أَحْكَمُ الحَاكِمِينَ) أعدلهم، (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) الذي وعدت نجاته فإنه داخل في المستثنى، أي: إلا من سبق عليه القول أو ليس من أهل دينك، وقال بعضهم: إنه ولد زنية (١) وعن ابن عباس وغيره رضى الله عنه: ما زنت امرأة نبيٍّ قط، وعن كثير من السلف كان ابن امرأته، (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) أي: إنه ذو عمل فاسد ولا ولاية بين المؤمن والكافر قيل إنه أي: سؤالك إياي بنجاته عمل فاسد، (فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم) ما لا تعرف أنه خطأ أم صواب والظاهر أن هذا قبل غرق ولده أو بعده لكن قبل علم نوح هلاكه، (إِنِّي أَعِظُكَ) أنهاك، (أَن تَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ قَالَ


(١) كالحسن البصري، وكلامه هذا مردود لقوله تعالى (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ) وقول نوح عليه السلام: (إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي)، وقول ابن عباس: ما زنت امرأة نبيٍّ قط.

<<  <  ج: ص:  >  >>