أدري ما تقول، (وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا) لأنه كان أعمى (١) أو لأنه لا خدم ولا عسكر له، (وَلَوْلا رَهْطُكَ) أي: عزتهم فإنهم على ديننا والرهط من الثلاثة إلى العشرة، (لَرَجَمْنَاكَ) قتلناك بأذل وجه، (وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) يمنعنا عزك عن الرجم، (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللهِ) فإنكم تبقون عليَّ لرهطي ولا تبقون عليَّ لله وأنا رسوله، (وَاتَّخَذْتُمُوهُ) أي: الله، (وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا) جعلتموه كالشيء الملقى وراء الظهر وهو منسوب إلى الظهر والكسر من تغيرات النسب كالإمسيّ في الأمس، (إِنَّ رَبِّي)، أي: علمه، (بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) فيجازي عليه، (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ) أي: قارين على جهتكم التي أنتم عليها من الشرك أو على تمكنكم من أمركم، (إِنِّي عَامِلٌ) ما أنا عليه، (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) استئناف كأنه قيل فماذا يكون بعد ذلك؟ فقال: سوف تعلمون (مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ) أي: سوف تعلمون الشقي الذي يأتيه عذاب يخزيه والذي هو كاذب فإنهم أوعدوه وسموه كاذبًا، أو من استفهامية منقطعة عن سوف تعلمون أي: أينا يأتيه إلخ، (وَارْتَقِبُوا) انتظروا ما أقول لكم، (إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) منتظر،
(١) لا دليل عليه ولو صح ذلك لعيروه شعيبًا - عليه السلام - بذلك.