وأعمل ما عمل ليس لمشاركتهما في نفي الحال وهو لغة الحجاز، (إِن هَذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) فإن جماله فوق جمال البشر، (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمتنَّنِي فيهِ) وضع ذلك موضع هذا رفعًا لمنزلته واستبعادًا لمحله في الحسن، (وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ): بالغ في عصمته اعترفت عندهن لما علمت أنهن يعذرنها، (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ) بحذف حرف الجر أي: ما أمر به، (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ): من الأذلاء والنون الخفيفة يكتب في خط المصحف ألفًا على حكم الوقف، (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ): من المعصية أصناف الدعوة إليهن لأنهن تنصحن له مطاوعتها، (وَإِلَّا) أي: وإن لم، (تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ): أمل، (إِلَيْهِنَّ) بإجابة كلامهن، وقيل: إنهن جميعًا دعونه إلى أنفسهن، (وَأَكُن مِّنَ الجَاهِلِينَ): من السفهاء الذين يعملون القبائح، (فَاسْتَجَابَ): أجاب، (لَهُ ربُّهُ): دعاءه، (فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ): بأن عصمه الله حتى اختار السجن، (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ): لدعوات الملتجئين إليه، (العَلِيمُ): بأحوالهم، (ثُمَّ بَدَا لَهُمْ): ظهر للعزيز وأصحابه، (مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ): على براءة يوسف من قدِّ القميص وكلام الطفل