بعد ما ردوا إليه، (بِأَوْعِيَتِهِمْ) فتشها أولاً، (قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ): من أبويه، (ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ): مثل ذلك الكيد، (كِدْنَا لِيُوسُفَ): بأن علمناه إياه، (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) فإن دين ملك مصر الضرب والتغريم في السارق دون الاسترقاق، (إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ)، أي: لم يكن يتيسر له أخذه في دين الملك بحال من الأحوال إلا في حال مشيئة الله تعالى بأن أجرى على ألسنة إخوته أن جزاء السارق الاسترقاق فوجد السبيل إلى ذلك وجاز أن يكون منقطعًا (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ): بالعلم كما رفعنا درجة يوسف (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ): حتى ينتهى العلم إلى الله تعالى، (قَالوا) أي: إخوته (إِن يَسْرِقْ): بنيامين (فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ) أي: يوسف (مِن قَبْلُ) يعني لا عجب فإن هذا طريقتهم ونحن براء منها وإما وصفهم إياه بالسرقة فإنه كان لجده أبى أمه صنم يعبده فأخذه سرًّا وكسره أو كانت عمته تحضنه بعد وفاة أمه فلما ترعرع أراد يعقوب أن يكون معه ويأخذه من عمته وكانت لا تطيق فراقه فعمدت إلى منطقة هي لها ورثتها من إسحاق فحزمتها على يوسف تحت ثيابه ثم قالت: فقدت المنطقة اكشفوا أهل البيت فكشفوا فوجدوها مع يوسف وهو صغير فقالت: صار يوسف سلمًا لي فأمسكته، فإن السارق يُسْتَرَقُّ لمن سُرق منه كما مر وكان يأخذ من البيت للسائل أشياء فيعطيه ففطن به إخوته،