يستعملون عقولهم فيؤمنوا (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) متعلق بما دل عليه الكلام كأنه قيل: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالًا فتراخى نصرهم وتطاول عهدهم في الكفار حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدقوهم، أو استيأسوا من نصرهم (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا) فيه قراءتان التخفيف والتشديد وعلى الأول: الضمائر كلها لمن أُرسل الرسل إليهم فإن الرسل دال عليهم وحاصله أنهم حسبوا كذب الرسل في الوعيد والوعد والضمائر للرسل يعني قد خطر بخواطرهم خلف الوعد من الله تعالى في نصرهم، وعن ابن عباس رضى الله عنهما لأنَّهُم كانوا بشرًا وتلا:(حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ)[البقرة: ٢١٤]، وقيل معناه: ظنوا كذب القوم بوعد الإيمان وخلف وعدهم وعلى الثاني، الضمائر للرسل والظن بمعنى اليقين وهو شائع أي: أيقنوا تكذيب القوم لهم أو بمعناه أي: ظنوا أنَّهم يكذبهم من آمن بهم أيضًا يرتد عن دينهم لاستبطاء النصر (جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نشَاء) وهم أتباع الأنبياء، (وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا) أي: عذابنا (عَنِ القَوْمِ الُمجْرِمِينَ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ): قصص المرسلين مع قومهم أو قصص يوسف وإخوته (عِبْرَةٌ): عظة (لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ): القرآن، (حَدِيثًا يُفْتَرَى): يختلق، (وَلَكِن) كان (تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ): من الكتب السماوية (وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ): يحتاج إليه العباد من أمر الدين (وَهُدًى): من الضلال (وَرَحْمَةً): ينال بها خير الدارين (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ): يصدقونه.