المسلمين مع الكفار في النار، فيقول الكفار معهم: ما أغني عنكم الإسلام فغضب الله - تعالى - على الكفار وأخرج المسلمين من النار، وما كافة تكفه عن الجر، فجاز دخوله على الفعل والمترتب في أخبار الله - تعالى - كالماضي في تحققه، ولذلك أجرى المضارع مجرى الماضي، فدخلت رُبَّ عليه مع أنه لا يجوز دخولها عليه، (لَوْ كَانُوا مسْلِمِينَ) حكاية ودادتهم بلفظ الغيبة كقولك: حلف بالله ليفعلن، (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا) في الدنيا بدنياهم، (وَيُلْهِهِمُ) يشغلهم، (الْأَمَلُ) عن الأخذ بحظهم من الإيمان والطاعة، (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) سوء عملهم وهذا من باب الإيذان بأن غضب الله - تعالى - حلَّ عليهم فلا ينفعهم نصح ناصح، وقيل: منسوخة بآية القتال، (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ) أهل، (قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ) أجل مؤقت مكتوب عند الله - تعالى - لا يهلكهم حتى يبلغوه، جيء بين الصفة والموصوف وهما لها كتاب وقرية بالواو تأكيدًا للصوقها بالموصوف، (مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ)