المؤلفة في متشابه القرآن، والكتب المؤلفة في هجاء المصاحف، والكتب المؤلفة في مقطوع القرآن وموصوله، والكتب المؤلفة في أجزاء القرآن، والكتب المؤلفة في فضائل القرآن، والكتب المؤلفة في عدد آي القرآن، والكتب المؤلفة في ناسخ القرآن ومنسوخه، والكتب المؤلفة في نزول القرآن، والكتب المؤلفة في أحكام القرآن، والكتب المؤلفة في معان شتى من القرآن.
كل هذه الأبحاث كانت موضوعا لكثير من المؤلفات في فترة لم تتجاوز عام ٣٧٧ هـ، وهو عام الانتهاء من كتاب الفهرست لابن النديم. وقد زادت القرون التالية على ما ذكره صاحب الفهرست ألوفا من المؤلفات التي تتناول بالدراسة كتاب الله العزيز.
وقد فهم بعض الباحثين من عبارة «علوم القرآن» مفهوما ينطوي على كثير من التجوز والتأويل. ذلك لأنّهم يرون أن علوم القرآن تعني كل ما يمكن أن يشير إليه من مختلف المعارف وما يدل عليه من المعلومات. وقد ظهر ذلك في اتجاه بعض المحدثين إلى محاولة ربط القرآن بما تطور في زماننا هذا من علوم تجريبية وما ظهر من مخترعات آلية. وليس هذا الاتجاه مما يخدم الدراسات القرآنية، ولا يجوز أن يقحم على كتاب الله المعجز. فماذا يكون لو ربطنا بالتأويل البعيد بين نظرية علمية اشتهرت وبين نص قرآني، ثم ظهر بطلان هذه النظرية، كما يحدث في كثير من الأحيان.
وقد كتب في هذا الموضوع أستاذ فاضل من أساتذة الأزهر هو الشيخ محمد الزرقاني كلاما أحبّ أن أنقله لكم لأطلعكم على رأي رجل متنور من رجال الدين حول هذا الموضوع.
يقول: «إن القرآن كتاب هداية وإعجاز، من أجل هذين المطمحين نزل، وفيهما تحدث، وعليهما دل، فكل علم يتصل بالقرآن من ناحية قرآنيته، أو يتصل به من ناحية هدايته وإعجازه فذلك من علوم القرآن. وهذا ظاهر في العلوم الدينية والعربية.