رحلة الشتاء والصيف؛ فإن مكة واد غير ذي زرع، فيذهبون في الصيف إلى الشام؛ لأنها بلاد باردة، فيمرون على بلاد ثمود، وإلى مواضع بلاد قوم لوط التي قلبت بهم.
ويسافرون في الشتاء إلى بلاد اليمن؛ لأنها بلاد حارة فيمرون على بلاد عاد بالأحقاف.
والمراد بالهداية هاهنا: حصولها في القلب بخلاف قوله: {فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى}[فصلت: ١٧] فالمراد فيها البيان. وها هنا جعل البيان عامّا والهدى خاصّا.
والوهن: الضعف. القرح بالفتح المصدر. والقرح: الموضع المجروح، أو نفس الجراحة، وكان قد قتل من المسلمين بأحد سبعون، وقتل المسلمون من الكفار ببدر سبعين، وأسروا سبعين، فلذلك قال:{أَوَلَمّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها}[آل عمران: ١٦٥] وقال ها هنا: {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} أراد المماثلة في ألم القلب، لا في العدد {وَلِيُمَحِّصَ اللهُ} ذنوب {الَّذِينَ آمَنُوا}{وَيَعْلَمَ الصّابِرِينَ} أي: مع أنه يعلم؛ كقوله:{أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا}[الشورى: ٣٤ - ٣٥]{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ} والشهادة.