للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة النمل [مكية]]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (١) هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤) أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٥) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦) إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧)}

{تِلْكَ} إشارة إلى آيات السورة. والكتاب المبين: اللوح. وإبانته: أنه مبين فيه كل شيء. أو السورة، أو القرآن، وإبانتهما: أنهما بينا ما اشتملا عليه من الأحكام والحكم وإضافة الآيات إلى القرآن تعظيم؛ فإن الإضافة إلى العظيم تعظمه، ونكّر الكتاب المبين؛ ليكون أفخم له؛ كقوله: {عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} (١) وإذا أريد به القرآن فهو من عطف الصفات بعضها على بعض؛ كقولك: هذا فعل السخي والجواد والكريم، والتقدير:

آيات القرآن، وآي كتاب مبين، والمعطوف بالواو تارة يكون تقديم أحد الأمرين على الآخر لمزية ظاهرة؛ كقوله: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ} (٢) وتارة لا مزية فيه؛ كقوله: {وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً} (٣) {وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ} (٤).

{هُدىً وَبُشْرى} إما نصب على الحال، أي: هاديا ومبشرا. وإما رفع على إضمار هو أو على البدل من "الآيات" أو على أن يكون خبرا بعد خبر.

وقوله: {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} يجوز أن يكون من تمام الصلة عنده، ويكون جملة اعتراضية؛ كأنه قيل: وهؤلاء الذين يؤمنون ويعملون الصالحات من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة هم الموقنون بالآخرة، وتكرير "هم" يقوي هذا المعنى.

نسب الله التزيين إليه بقوله: {زَيَّنّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ} وإلى الشيطان بقوله: {وَزَيَّنَ لَهُمُ}


(١) سورة القمر، الآية (٥٥).
(٢) سورة آل عمران، الآية (١٨).
(٣) سورة الأعراف، الآية (١٦١).
(٤) سورة البقرة، الآية (٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>