للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تفسير القرآن العظيم لعلم الدين السخاوي]

وبعد هذه الجولة مع المصنف وحياته ومصنفاته وذكره في كتب الآخرين نركز الحديث هنا عن التفسير ونبدأ بأهم نقطة في هذا الأمر، وهي توثيق نسبة التفسير لعلم الدين السخاوي فنقول - وبالله التوفيق:

ذكر المترجمون لعلم الدين السخاوي أن له تفسيرا وصل فيه إلى سورة الكهف (١). وكان ياقوت الحموي هو أول من أشار إلى ذلك (٢)، ثم تبعه في قوله من جاء بعده ممن ترجم لعلم الدين السخاوي. وقد كانت هذه النقطة سببا من أسباب تأخرنا وترددنا في إخراج هذا السفر العظيم، وبعد البحث وتتبع أقوال المترجمين للسخاوي تبين لنا أن (تفسير القرآن العظيم) لعلم الدين السخاوي تفسير كامل وهو الذي نقدمه كاملا إلى المكتبة الإسلامية، وقد بنينا هذا الرأي على عدة أدلة نوجزها في النقاط الآتية:

أولا - الحصول على نسخة مخطوطة كاملة للتفسير من أول المقدمة وسورة الفاتحة حتى سورة الناس آخر القرآن الكريم، في مجلدين، وجاء على غلاف كل مجلد منهما (تفسير القرآن العظيم للشيخ الإمام العالم العامل، العلامة، فريد دهره، ووحيد عصره، علم الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي تغمده الله برحمته آمين).

ثانيا - اعتمد القائلون بأن السخاوي توقف عند الكهف ولم يتمّ تفسيره على ما ذكره ياقوت الحموي عند ترجمته للسخاوي، وتابع كل من ترجم للسخاوي ياقوت الحموي في كلامه، وهو قول نجزم - بعد البحث والتحقيق - بعدم صحته وذلك بناء على مجموعة أمور من أهمها:

١ - أن ياقوت الحموي الذي ذكر هذا القول توفي (٦١٩ هـ‍) أي في حياة العلم السخاوي الذي توفي (٦٤٣ هـ‍) والفارق الزمني بين وفاتيهما ربع قرن من الزمان تقريبا، وهي فترة كفيلة بأن يتم السخاوي تفسيره؛ بل ويكتب تفسيرا آخر غير هذا الذي بين أيدينا على ما سنبين لاحقا.

٢ - وجود التفسير كاملا - كما تقدم - متحدا في أسلوبه وطريقة تصنيفه ومنهجه في تفسيره وآرائه، من أول التفسير إلى آخره، وسيأتي ذكر أمثلة على ذلك في هذه المقدمة.


(١) ينظر: كشف الظنون لحاجي خليفة (١/ ٤٤٨)، هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين لإسماعيل باشا البغدادي (١/ ٣٧٨).
(٢) ينظر: معجم البلدان لياقوت الحموي (٣/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>