للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تفسير سورة الإخلاص [مكية]]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤)}

{هُوَ} ضمير الشأن، و {اللهُ أَحَدٌ} هو الشأن. وقيل: إن قريشا قالت للنبي صلى الله عليه وسلم:

صف ربك الذي تأمرنا بعبادته؛ أمن ذهب هو أم من حديد؟ (٣٥٠ /ب) فنزلت (١) يعني:

الذي سألتموني وصفه هو الله أحد.

{اللهُ} بدل من أحد {الصَّمَدُ} المقصود، من صمد إليه: إذا قصده، والمعنى: هو الله الذي تقرون بأنه خالق السماوات والأرض. {لَمْ يَلِدْ} لأنه ليس بجنس حتى يكون له من جنسه صاحبة فيتوالدا؛ كقوله: {أَنّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ} (٢).

{وَلَمْ يُولَدْ} لأن كل مولود محدث، وجسم، وهو قديم لا أول لوجوده، ليس بجسم، ولم يكافئه أحد، أي: لا يماثله ولا يشاكله، ويجوز أن يكون من الكفاءة في النكاح؛ نفيا للصاحبة سألوه أن يصفه لهم، فأوحى إليه ما يحتوى على صفاته، فقوله: {هُوَ اللهُ} إشارة لهم إلى من هو خالق الأشياء. فإن قلت: الكلام الفصيح أن يؤخر الظرف الذي هو لغو، ويقدم الاسم، ويؤخر الخبر؟ قلت: هذا الكلام إنما سبق لنفي المكافأة عن ذات الباري، وهذا المعنى مصبّه ومركزه هو هذا الظرف فكان لذلك أهم شيء وأعناه وأحقه بالتقديم وأحراه. وتسمى سورة الأساس؛ لاشتمالها على أصول الدين.

***


(١) رواه أحمد في مسنده (٥/ ١٣٤)، والترمذي رقم (٣٣٦٥، ٣٣٦٤)، والواحدي في أسباب النزول (ص: ٥٠٠) رقم (٨٨٠) وسنده ضعيف؛ فيه أبو سعد الصاغاني واسمه: محمد بن ميسر، ضعفه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب (٢/ ٢١٢).
(٢) سورة الأنعام، الآية (١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>