للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الزمر [مكية]]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١) إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (٢) أَلا لِلّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفّارٌ (٣)}

قرئ {تَنْزِيلُ الْكِتابِ} بالرفع على أنه مبتدأ أخبر عنه بالظرف، أو خبر مبتدأ محذوف، والجار صلة ل‍ "تنزيل" كما تقول: نزل من عند الله، أو غير صلة؛ كقولك: هذا الكتاب من فلان إلى فلان، وهو - على هذا - خبر بعد خبر، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره. هذا تنزيل الكتاب، هذا من الله. أو حال من التنزيل؛ عمل فيها معنى الإشارة وبالنصب على إضمار فعل؛ نحو: اقرأ أو الزم (١). والمراد بالكتاب - على الأول - القرآن، وعلى الثاني: السور. {مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ} مخلصا من الشرك والرياء، وبصفته السرد، وقرئ: "الدين" بالرفع (٢) وحق من قرأه أن يفتح اللام من "مخلصا"؛ كقوله:

{وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلّهِ} (٣). والخالص والمخلص بمعنى واحد، إلا أن يصف الدين بصفة صاحبه.

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا} يجوز أن يكون للمتخذين بكسر الخاء، وهم الكفرة، وللمتخذين - بفتح الخاء - وهم الملائكة وعيسى وعزير، والضمير في "اتخذوا" على الأول راجع إلى "الذين" تقديره: والذين اتخذهم المشركون أولياء، و {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا} مرفوع على الابتداء، وأما الخبر - فعلى الثاني -: {إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ} وعلى الأول يجوز أن يكون {إِنَّ اللهَ}


(١) قرأ بالنصب ابن أبي عبلة وزيد بن علي وعيسى بن عمر، وقراءة العامة بالرفع.
تنظر القراءات في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٤١٤)، تفسير القرطبي (١٥/ ٢٣٢)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٤)، الكشاف للزمخشري (٣/ ٣٨٥)، مختصر الشواذ لابن خالويه (ص: ١٣١).
(٢) قرأ جمهور القراء "الدين" بالفتح، وقرا ابن أبي عبلة "الدين" بالرفع.
تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ٤١٤)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٤)، فتح القدير للشوكاني (٤/ ٤٤٨)، الكشاف للزمخشري (٤٣/ ٣٨٥).
(٣) سورة النساء، الآية (١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>