للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة النساء [مدنية]]

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَساءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (١)}

قوله: {وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها} معطوف على فعل محذوف، التقدير: خلقكم من نفس واحدة أنشأها {وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها}، فحذف المعطوف عليه أولا؛ لدلالة الكلام عليه، ثم فسر كيفية خلق الكل من نفس واحدة، بأنه خلق منها زوجها {وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً} وقيل:

قوله: {وَخَلَقَ} معطوف على قوله {خَلَقَكُمْ} والتقدير: الذي خلقكم من نفس واحدة، والذي خلق منها زوجها، والذي بثّ منهما رجالا كثيرا ونساء فيكون الخطاب على الأول لبني آدم كلهم، وعلى الثاني لقريش. قرئ «والأرحام» (١) بالخفض عطفا على الهاء في «به» وهو عطف المجرور الظاهر على المجرور المضمر، والأكثر أن يكون بإعادة الجار، وخلافه جائز؛ كقوله [من البسيط]:

... ... فما بك والأيام من عجب (٢)

وقول الآخر [من الوافر]:

أكرّ على الكتيبة لا أبالي ... أحتفى كان فيها أم سواها (٣)


(١) قرأ حمزة بن حبيب من العشرة «والأرحام»، وقرأ باقي العشرة «والأرحام». تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٣/ ١٥٧)، الحجة لابن خالويه (ص: ١١٩، ١١٨)، حجة أبي زرعة (ص: ١٨٨)، السبعة لابن مجاهد (ص: ٢٢٦)، الكشاف للزمخشري (١/ ٢٤١)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٤٧).
(٢) هذا عجز بيت وصدره:
فاليوم قد بتّ تهجونا وتشتمنا فاذهب ... ينظر بلا نسبة في: الإنصاف لابن الأنباري (١/ ٤٦٤)، خزانة الأدب للبغدادي (٥/ ٢٣)، شرح الأشموني للألفية (٢/ ٤٣٠)، شرح أبيات سيبويه (٢/ ٢٠٧)، شرح المفصل لابن يعيش (٧٨، ٣/ ٧٩)، الكتاب لسيبويه (٢/ ٣٩٢)، همع الهوامع للسيوطي (١/ ٣٨٢).
(٣) البيت للعباس بن مرداس، ينظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٢/ ٤٨)، خزانة الأدب للبغدادي (٢/ ٤٣٨)، الدر المصون للسمين الحلبي (١/ ٥٣٠)، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص ١٥٨)، وبلا نسبة في الإنصاف لابن الأنباري (١/ ٢٩٦)، خزانة الأدب للبغدادي (٣/ ٤٣٨).
ويروى الشطر الثاني:
أفيها كان حتفي أم سواها

<<  <  ج: ص:  >  >>